recent
أخبار ساخنة

**رواية "الحفيدة الأميركية" لإنعام كجه جي: صراع الهوية في قلب العراق ما بعد الغزو**

الصفحة الرئيسية

 

**رواية "الحفيدة الأميركية" لإنعام كجه جي: صراع الهوية في قلب العراق ما بعد الغزو**

 

تُعد رواية "الحفيدة الأميركية" للكاتبة العراقية البارزة إنعام كجه جي واحدة من الأعمال الأدبية الأكثر عمقًا وتأثيرًا التي تناولت تداعيات الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وتأثيراته المعقدة على الأفراد والمجتمع. بأسلوبها السردي المميز ولغتها الشفافة، تأخذنا كجه جي في رحلة عاطفية وفكرية عميقة عبر حياة "زينة بهنام"، الشخصية المحورية التي تجسد تناقضات عصرها وصراعات هويتها المتشابكة.

تُعد رواية "الحفيدة الأميركية" للكاتبة العراقية البارزة إنعام كجه جي واحدة من الأعمال الأدبية الأكثر عمقًا وتأثيرًا التي تناولت تداعيات الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وتأثيراته المعقدة على الأفراد والمجتمع. بأسلوبها السردي المميز ولغتها الشفافة، تأخذنا كجه جي في رحلة عاطفية وفكرية عميقة عبر حياة "زينة بهنام"، الشخصية المحورية التي تجسد تناقضات عصرها وصراعات هويتها المتشابكة.
**رواية "الحفيدة الأميركية" لإنعام كجه جي: صراع الهوية في قلب العراق ما بعد الغزو**


**رواية "الحفيدة الأميركية" لإنعام كجه جي: صراع الهوية في قلب العراق ما بعد الغزو**


**زينة بهنام صورة الجيل الضائع بين ثقافتين**

 

زينة بهنام ليست مجرد شخصية روائية، بل هي رمز لجيل كامل من الشباب العراقي الذي وجد نفسه ممزقًا بين عالمين: عالم الوطن الذي غادروه صغارًا، وعالم الغرب الذي احتضنهم ومنحهم هويات جديدة. تروي الرواية قصة زينة، حفيدة العقيد في الجيش العراقي، التي هاجرت من العراق وهي مراهقة لتعيش حياة أمريكية بحتة.

  •  يعود بها القدر إلى بغداد بعد الغزو، ليس كابنة للوطن العائد، بل كـ "مترجمة" في صفوف جيش
  •  الاحتلال الأمريكي. هذا الاختيار المهني، الذي يبدو بريئًا للوهلة الأولى، يضعها في قلب العاصفة
  •  ويجعلها جسرًا هشًا بين ثقافتين متصارعتين، وشاهدة على فصول مأساوية من تاريخ بلدها.

 

**صوت أمي لحظة القسم والانتماء المؤلم**

 

تفتتح الرواية بمشهد ذي دلالات رمزية عميقة، حيث تصف زينة لحظة قسم الولاء للأرض الجديدة في أمريكا، وكيف تتماهى الجموع مع النشيد الوطني الأمريكي "God Bless America". في هذا المشهد المؤثر، يرتفع صوت أمها، بتول فتوحي، نشازًا وحيدًا وسط جوقة الولاء، مرددةً بمرارة ووجع: "سامحني يا أبي... يابا سامحني". هذه الصرخة الأبوية تكشف عن حجم الصراع الداخلي الذي يعصف بالجيل الأول من المهاجرين

  1. والذنب الذي يشعرون به تجاه وطنهم وأجدادهم. إنها ليست مجرد كلمات، بل هي تعبير عن ضياع
  2.  الهوية، وتأنيب الضمير، والحنين الأبدي للوطن الأم الذي تركوه خلفهم. هذا الاقتباس، الذي وضعته
  3.  كجه جي ببراعة في مقدمة روايتها، يلخص جوهر الصراع النفسي والثقافي الذي ستخوضه زينة
  4.  طوال الرواية.

 

**لقاء المصير زينة وجيش المهدي**

 

تأخذ الرواية منعطفًا دراميًا آخر حين تكتشف زينة أن أخًا لها في الرضاعة، والذي نشأ في العراق، يقاتل في صفوف "جيش المهدي"، إحدى الفصائل العراقية المسلحة التي كانت تقاوم الوجود الأمريكي.

  •  هذا الاكتشاف لا يضعها فقط في موقف إنساني معقد، بل يعمق من إحساسها بالتمزق. فبينما تعمل هي
  •  كجزء من القوة التي يُنظر إليها كـ "احتلال" في بلادها الأصلية، يقاتل "أخوها" ضد هذه القوة. هذا
  •  التناقض الصارخ يطرح أسئلة جوهرية حول الولاء، الانتماء، تعريف "العدو" و"الصديق"، وكيف
  •  يمكن أن تتشابك مصائر الأفراد في أوقات الحروب والصراعات الكبرى.

 

**إنعام كجه جي صوت المرأة العراقية في المهجر**

 

إنعام كجه جي، الكاتبة والصحفية العراقية المقيمة في باريس، تُعرف بقدرتها الفائقة على تناول قضايا الهوية والوطن والمنفى بأسلوب يلامس الوجدان. من خلال "الحفيدة الأميركية"، تقدم كجه جي تحليلًا نقديًا للآثار الاجتماعية والنفسية للغزو، وكيف تتشكل الهويات الفردية والجماعية تحت وطأة الظروف السياسية المتغيرة. تُبرز الرواية دور المرأة العراقية، ليس فقط كضحية للصراعات، بل ككائن فاعل يحاول أن يجد طريقه ويُعرف ذاته في عالم مضطرب.

 

**فى الختام**

 

تستكشف "الحفيدة الأميركية" مواضيع عالمية مثل البحث عن الذات، الوطن، التغريب، والتعايش مع الصدمات التاريخية. إنها ليست مجرد قصة عن العراق، بل هي مرآة تعكس تجارب المهاجرين في كل مكان، وكيف يمكن للحروب أن تعيد تعريف الروابط العائلية والوطنية.

 بفضل لغتها الغنية، وشخصياتها المعقدة، وأحداثها المشوقة، تقدم الرواية تجربة قراءة فريدة ومثرية، وتدعو القارئ للتأمل في مفاهيم الانتماء والولاء في عالم يتسم بالتغير المستمر.

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent